لقاء خاص لـ مركز المستقبل مع مستشار وزير الإعلام اللبناني الصحفي والكاتب والباحث في الشأن السياسي الأستاذ مصباح العلي
ماهي رؤيتك للتطورات في المنطقة؟
مما لا شك فيه أن جبهة غزة تشهد تطورات متسارعة وحركة اتصالات كثيفة خصوصاً على صعد لم تكن منظورة في بداية الأحداث، فمثلاً دخول الجانب التركي اليوم بشكل فعال إقليمياً لمتابعة أحداث غزة كما أن وفد من قيادة حماس زار تركيا في الأيام الأخيرة وهناك استعداد لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق وسابقاً كان في الدوحة وهذه الاتصالات وهذه المستجدات تشي بأن هناك أمر ما أو تسوية ما يجري الإعداد لها لإنهاء أحداث غزة.
وهناك معطيات متضاربة حول كيفية هذه التسوية ملامحها وشكلها ولكن ما هو الأكيد أن مطلق تسوية تحتاج إلى ضمانات بمعنى آخر حماس لن تستجيب للضغوط الأمريإسرائيلية في سبيل مغادرة قطاع غزة بشكل نهائي والبحث عن حلول كما كان طرح اليمين الإسرائيلي المتطرف وإشارة إلى أن اليمين المتطرف الإسرائيلي يلقب بالمجنون فلذلك الرؤية ضبابية إلى حد ما ولكن كما ذكرت التسوية تحتاج إلى ضمانات وتحتاج إلى دول تدخل على خط الوساطة لإنضاج تسوية متكاملة قد لا يكون حل قيام الدولتين بعيداً عن هذه التسوية وهنا لا أستند إلى تحليل بل إلى معطيات هنالك علامات استفهام كثيرة حول قبول اطراف عدة ومنها حماس والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول هذا الطرح.
هل يمكن أن تنطلق المعارك إلى لبنان؟
أريد أن استعرض قليلاً الخطوات التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المدعوم من اليمين المتطرف في إسرائيل لا يمكن الركون إلى أي عقل في تصرفات اليمين الإسرائيلي أو اليمين المتطرف الذي يحكم إسرائيل حالياً، هو لا يأبه بالخسائر التي تلحق به في الداخل الإسرائيلي بقدر ما يهدف إلى تحقيق شعار “إسرائيل قوية” لأن 7 أكتوبر عملياً كسرت شوكة إسرائيل على المستوى الإقليمي وجعلتها دولة مكسورة الجناح، وتفكير اليمين الإسرائيلي قائم حالياً حول التعويض المعنوي عن هذا الانكسار وبالتالي هناك احتمال جدي بتوسيع دائرة الحرب وشمولها لبنان لتحقيق هدفين: الأول، لا يمكن بناء قوة إسرائيل دون تحقيق استهداف البرنامج النووي الإيراني كهدف أول وضرب حزب الله كعامل ردع أساسي عند الحدود الشمالية للأراضي المحتلة فلذلك اليمين المتطرف يسعى جاهداً إلى تغطية هذا القرار أمام الإدارة الأميركية أو الإقدام عليه دون الغطاء الأميركي وبالتالي إجبار الإدارة الأميركية بتبعاته فيما بعد وهذا أمر وارد كما جرى استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق بالطريقة التي قامت بها إسرائيل لا يمكن الركون بعد ذلك إلى أي من التصرفات غير المحسوبة وبالتالي هكذا تفكر إسرائيل، أما بالنسبة لكيفية الرد من حزب الله فهذا أمر آخر يتعلق بكيفية عوامل الردع والأسلحة الحديثة فأنا لا أتحدث كخبير استراتيجي بقدر ما أحاول تحليل العوامل السياسية التي تحكم هذا الاحتمال.
وكيف ترى الموقف الروسي والصيني؟
لا يمكن القول بأن الموقف الروسي والصيني غائب عن المنطقة أولاً أود الإشارة بأن الصين تاريخياً لا تتدخل بشكل مباشر في قضايا العرب واهتمامات الصين بشكل أساسي هي في المشاريع الاقتصادية وفي كيفية الاستثمار وهي ليست بعيدة عن ما يجري من خطط لتطوير الاقتصاد في العالم وتحديداً في محيط الشرق الأوسط أو شواطئ الشرق الأوسط كعامل حيوي وأساسي بالنسبة لها، وما يجمع العالم العربي بالصين هنالك النقل البري وهنالك استعادة طريق الحرير وهنالك المشاريع الكبرى خصوصاً وأن الصين برهنت في الآونة الأخيرة عن قدرات صناعية هائلة تحديداً في ميادين صناعة السيارات أو في ميادين توليد الكهرباء هذا المنطلق الاقتصادي يؤدي حكماً إلى القول بأن الصين تفكر بشكل أو بآخر بالمصالح الاقتصادية.
أما روسيا فلها شأن آخر، روسيا شريكة أساسية في المنطقة بمعنى آخر هي موجودة في سورية وهي موجودة غير مباشرة في عمق العالم العربي منذ أيام الاتحاد السوفييتي وشعار حلم المياه الدافئة وشريكة في هذا القرار ويوجد اتصالات ويوجد متابعة وهنالك بعض المعلومات تتحدث بأن هنالك تحديداً نائب أو الموفد الرئاسي ألكسندر بوغدانوف يتابع الاتصالات مع مختلف الأطراف سواء الإسرائيلية أو الفلسطينية عبر السلطة الفلسطينية أو حتى عبر حركة حماس نظراً للمكانة التي تتمتع بها بلاده على صعيد غزة ولكن هل هناك مبادرة روسية واضحة المعالم لم يتضح حتى الآن وجود مبادرة بقدر متابعة الاتصالات الجارية بين مختلف الأطراف ولكن كما أشرت في البداية إذا كان لتركيا دور وللسعودية دور وإذا كان لقطر دور ولإيران دور فمما لا شك فيه سيكون هناك دور ودور محوري لروسيا في إبرام أي تسوية أو اتفاق سياسي يتعلق بالمنطقة.
في حال اتساع الحرب هل سيكون هناك مساندة روسية وصينية؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال دعونا نسأل ما هو موقف الإدارة الأميركية التي تقوم بتغطية قرارات حكومة بنيامين نتنياهو في موضوع الحرب، هنالك رأي أو انطباع بأن الإدارة الأميركية تحاول كبح جماح حكومة نتنياهو في موضوع الاستهدافات العمياء التي حصلت في المراحل الأخيرة وتحديداً قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ولكن هل قادرة الإدارة الأميركية على ضبط أو لجم حكومة نتنياهو من توسيع الحرب هناك شكوك كثيرة حول إمكانية تحقيق هذا الأمر وكما أشرت سابقاً قد تقدم إسرائيل على خطوات دون وضع الإدارة الأميركية باعتبار أن اللوبي الصهيوني فاعل في داخل الإدارة الأميركية والكونغرس وسائر المؤسسات صاحبة القرار في أميركا ولا نذيع سراً بأنّ هنالك اعتقاد موروث عند العقل الصهيوني بأنه هو من يدير الإدارة الأميركية وليست الإدارة الأميركية من يدير شؤون إسرائيل فلذلك هل سيكون هنالك مساندة روسية أو صينية أعتقد أن إسرائيل دون تغطية من الإدارة الأميركية سيكون هناك إعادة خلط للأوراق في المنطقة ولا يمكن التنبؤ بشكل المنطقة إذا أقدمت إسرائيل على توسيع الحرب لإنه كما أقدمت إيران للرد على استهداف القنصلية لا يمكن إلا أن تشارك في الاستهداف المباشر بوجه إسرائيل إذا رأت بأن حلفائها يتعرضون وخصوصاً حزب الله العمود الفقري للمحور الإيراني في المنطقة يتعرض لهجوم شرس من حكومة نتنياهو.