ما بين جدة وجنيف .. هل تنجح جهود التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في السودان؟

خاص – مركز المستقبل

تنطلق في مدينة جدة السعودية مشاورات بين الحكومة السودانية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن دعوة واشنطن لطرفي الحرب في السودان لمفاوضات جنيف .

وقالت الحكومة السودانية في بيان بثته وكالة الأنباء السودانية ” سونا ” , اليوم الجمعة , ” إنه حرصاً من حكومة جمهورية السودان على تحقيق السلام والأمن والإستقرار فى البلاد ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب التي شنتها المليشيا المتمردة عن كاهل شعبنا ومواطنينا، فقد قررت حكومة السودان إرسال وفد إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، يترأسه الوزير محمد بشير عبدالله أبو نمو وزير المعادن، للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات التي ستنعقد بجنيف في ١٤ من اغسطس الجاري بخصوص الحرب التي تشنها مليشيا ال دقلو الارهابية علي بلدنا السودان “.

ووفقا لتقارير إعلامية محلية سودانية فإن المشاورات السودانية الأمريكية في مدينة جدة السعودية ستتركز حول ثلاث قضايا علي رأسها , أجندة مفاوضات جنيف، والدول المراقبة للمفاوضات، والدول المراقبة للاتفاق في حال التوصل إليه.

وبالرغم من انطلاق مشاورات جدة بين الحكومة السودانية والولايات المتحدة الأمريكية للتحضير لمفاوضات جنيف والاتفاق حول أجندتها , إلا أنه يظل التساؤل الأبرز هو ما إذا كانت مفاوضات جنيف ستنجح في التوصل لإتفاق وقف إطلاق النار في السودان ؟ .

تحفظات واضحة

الكاتب الصحفي مجدي عبد العزيز – رئيس تحرير موقع ” الرواية الأولى”

ويقول المحلل السياسي و الكاتب الصحفي السوداني رئيس تحرير موقع ” الرواية الأولي ” مجدي عبد العزيز لـ “مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية وتقييم المخاطر ” ,: ” بالطبع الحكومة السودانية حتى الآن لديها تحفظات واضحة , في أولا كانت في طريقة الدعوة والتي تم تصحيحها , بعد أن أرسل وزير الخارجية الأمريكي خطابا للرئيس البرهان فقط بإسمه ليس فيه صفتيه السيادية او العسكرية , مضيفا ” من بعد ذلك أرسلت الخارجية الأمريكية خطابا لرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان يخاطبه بصفتيه السيادية والعسكرية.

واعتبر رئيس تحرير موقع الرواية الأولي أن أي مفاوضات حتى تنجح الطرف الحكومي تحديدا لابد أن يكون مطلع جيدا على محتوى التفاوض وعلى أجندة التفاوض , واستطرد قائلا ” وبالتأكيد أن الحكومة السودانية سبق أن أعلنت مرارا وتكرارا أنه في أي تفاوض قادم أنها تستند على جدة وعلى إعلان جدة الذي يستند على القانون الدولي والإنساني المعني بحماية المدنيين اثناء الحرب.

وأضاف ” لأن هناك البعض  يتحدثون فقط عن خروج الميليشيا من بيوت الناس , صحيح هذا حق لكن جدة لم تختصر فقط على خروج الميليشيا من بيوت الناس لكن تحدثت عن كيفية حماية المدنيين اثناء الحرب وفق القانون الدولي والانساني .

وأشار الكاتب الصحفي السوداني مجدي عبد العزيز إلي أن اتفاق جدة لم ينفذ لأن الوسيطين الأمريكي والسعودي لم ينشئا أية آليات لمتابعة تنفيذ هذا الاتفاق .

وقال ”  يمكن أن تكون هناك فرص لنجاح جنيف اذا نجحت أو إذا تأكدت هذه الاشتراطات لنجاح المفاوضات .

وأكد عبد العزيز أن الحكومة السودانية والجيش السوداني يسعون بلا شك إلي انهاء الحرب , كما يسعون إلى أي مفاوضات تنفذ مطالب الشعب السوداني في تحقيق الاستقرار , مشددا علي أن واحدة من اهم العناصر التي تؤثر على هذا التفاوض هي هذه الوحدة وهذه اللحمة بين الشعب والجيش.

وقال ” أن الشعب السوداني قد أدرك أن هذه الحرب وجهت إليه مباشرة بعمليات النهب والسلب ودخول بيوت الناس وسرقة العربات , واغتصاب الحرائر وأبعد من ذلك جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع مثلا في دارفور ضد قبيلة المساليت .

فرص نجاح ومعوقات كبيرة

ويؤكد الخبير السوداني في الشؤون الأفريقية محمد تورشين أن فرص نجاح مباحثات جدة كبيرة , واستطرد قائلا  ” لكن في نفس الاتجاه فرص اعاقة التوصل الى اتفاق جيد ايضا كبيرة , بمعنى أنه الآن بشكل أو بآخر هنالك استجابة وإن لم تكن صريحة بشكل ضمني من قبل رئيس مجلس السيادة بالانخراط في هذه المباحثات بشكل ايجابي , ولكنه أكد على ضرورة أن تكون هنالك لقاءات بين الجانب السوداني والادارة الامريكية في جدة.

وأضاف لـ “مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية وتقييم المخاطر ” : ” أن الادارة الامريكية ممثلة في وزارة الخارجية ووزير الخارجية الامريكان أنتوني بلينكن وافقوا على ذلك.

وتوقع الدكتور محمد تورشين أن يتم التباحث في لقاء جدة بين وفدي الحكومة السودانية والولايات المتحدة الأمريكية حول أجندة التفاوض وكذلك ضرورة الالتزام بإعلان مبادئ مايو الذي تم توقيعه في العام 2023 في مدينة جدة السعودية .

واعتبر الخبير السوداني في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد تورشين أن  التحدي الأكبر الذي يمكن ان يعصف بالمفاوضات في مقبل الأيام , هو مستقبل الدعم السريع , وقال ” بالرغم أن المبعوث الامريكي تحدث بشكل أو بآخر بأن الدعم السريع لن يكون له مستقبل سياسي أو عسكري في السودان , لكن بلا شك الدعم السريع من خلال هذه الحرب و حتى ما قبل الحرب هناك طموح لقيادة الدعم السريع ممثلة في محمد حمدان دقلو وشقيقه عبد الرحيم وشقيقهم الآخر, ومن خلال هذا العمل العسكري استطاعوا انه يكونوا ثروة مادية كبيرة ويكونوا وضعية سياسية واجتماعية ,  فبالتالي الآن الحديث حول مستقبل الدعم السريع يعني بشكل أو بآخر بأن كل الآمال وكل هذه الطموحات ستتبخر و لن تستوفي المؤهلات أو لن يتحصل محمد حمدان دقلو وعدد كبير جدا من قيادات الدعم السريع لا يمتلكون الشروط اللازمة والمؤهلات اللازمة التي تجعلهم ينخرطون في المؤسسة العسكرية وأقلها الحصول على الشهادة الثانوية لدخول الكلية الحربية والمدرسة العسكرية.

وتابع ” بالتالي هذا يعني أن هنالك آمال وطموحات ستتلاشى , واقتصاديا أيضا ينبغي ان تعود كل الاستثمارات إلى ولاية وزارة المالية.

ونوه الدكتور محمد تورشين إلي أن مسألة العدالة ستكون حاضرة , عطفا على تقرير المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في مجلس الأمن وضرورة أن يتم تقديم كل الذين ارتكبوا جرائم وانتهاكات في حق الشعب السوداني إلى العدالة , وقال ” معلوم أن الدعم العسكري ارتكب عدد لا حصر له من الانتهاكات.

وأشار تورشين إلي وجود تحدي آخر يتمثل في قدرة قيادة الدعم السريع الحالية على مسألة السيطرة علي قواتها أو الغياب, لافتا الي أنها ضعيفة ومحدودة جدا ,وربما لن يلتزموا في كثير من المراحل علي ما تنص عليه الاتفاقيات في مقبل الايام , باعتبار ان هنالك عديد من العناصر الآن هي تشارك مع الدعم السريع لكن هي لا تنتمي اليه بشكل او بآخر , وقال ” فهذه هي تحديات حقيقة اعتقد انها ستلقي بظلالها على مستقبل تنفيذ الاتفاق اذا تم التوصل اليه .

شاهد أيضاً

مسيرات أوكرانية وأسلحة إسرائيلية-غربية.. دعم سخي لـ”حميدتي” يوحي بمخطط موقع أمريكياً

بعد مرور أكثر من عام ونصف على الحرب في السودان بين قوات الجيش السوداني بقيادة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *