ما علاقة كييف بدعم “المتمردين” في النيجر ومالي وبوركينافاسو ؟

أعربت بوركينا فاسو ومالي والنيجر في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي عن إدانة حكوماتها لدعم السلطات الأوكرانية الصريح للإرهاب الدولي، ولا سيما في منطقة الساحل.

وجاء في الرسالة أن “وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي والنيجر يعارضون ويدينون بشدة الدعم الصريح والأكيد الذي تقدمه حكومة جمهورية أوكرانيا للإرهاب الدولي، ولا سيما في منطقة الساحل”.

كما طالبت الدول الإفريقية الثلاث مجلس الأمن الدولي “بتحمل مسؤولية مواجهة اختيار أوكرانيا المتعمد دعم الإرهاب لمنع هذه الأعمال التخريبية التي تهدد استقرار منطقة الساحل بل حتى القارة الأفريقية برمتها”.

وقطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا في بداية الشهر، بسبب تعليقات أوكرانية بشأن القتال في شمال مالي، الذي أسفر عن مقتل جنود ماليين ومقاتلي فاغنر الروس في أواخر يوليو/تموز الماضي.

واندلع الخلاف بعد أن قال المتحدث باسم وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية: “إن المتمردين الماليين تلقوا معلومات “ضرورية” لشن هجوم يوليو/تموز. وقال متمردو الطوارق إنهم قتلوا ما لا يقل عن 84 من مرتزقة فاغنر و47 جنديا ماليا على مدى أيام من المعارك العنيفة، وهو ما قد يكون أقسى هزيمة تلحق بفاغنر منذ تدخلها قبل عامين لمساعدة المجلس العسكري بمالي في محاربة الجماعات المتمردة”.

واتهمت مالي والنيجر أوكرانيا بدعم “الإرهاب الدولي”، لكن أوكرانيا وصفت الاتهامات بالمزاعم التي لا أساس لها وغير صحيحة.

وقال تحالف لمتمردي الطوارق أيضا إنه لم يتلقَّ أي دعم أوكراني.

ونُشرت نسخة من الرسالة في وقت متأخر أمس الثلاثاء على حساب إكس التابع لتجمع يسمى تحالف دول الساحل، الذي شكلته بوركينا فاسو ومالي والنيجر في أعقاب انقلاباتها.

وقال دبلوماسيون إن الرسالة وزعت على المجلس المؤلف من 15 عضوا، مساء الثلاثاء.

ولم ترد وزارة الخارجية الأوكرانية على الفور على طلب للتعليق.

وكانت أفادت صحيفة “لوموند” في وقت سابق نقلا عن مصدر عسكري مالي أن إرهابيين من الجماعات الانفصالية المسلحة المالية المتخذة اسم “الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد” سافروا إلى أوكرانيا لتلقي تدريبات عسكرية. وعلى خلفية ذلك قطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية بأوكرانيا في 5 آب الجاري.

ويذكر أن المجلس العسكري في النيجر قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بعد يومين على خطوة مماثلة اتخذتها مالي المجاورة، متهمة كييف بدعم جماعات مسلحة، قتلت العشرات من جنود الجيش المالي ومجموعات فاغنر الروسية الخاصة.

وجاء في بيان متلفز للمتحدث باسم المجلس العسكري أمادو عبد الرحمن أن حكومة جمهورية النيجر، بتضامن تام مع حكومة مالي وشعبها، تقرر “بكامل سيادتها” قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا “بأثر فوري”.

وكانت وكالة رويترز أفادت بأن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية تكبدت خسائر مع جنود ماليين خلال قتال شرس مع مسلحي الطوارق قرب حدود مالي.

وبعد هذه الهزيمة، ألمح المسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف إلى أن كييف قدمت معلومات إلى المتمردين لكي يتمكنوا من إنجاز هجومهم.

وقال يوسوف “حصل المتمردون على كل المعلومات الضرورية التي يحتاجون إليها، وليس فقط المعلومات التي سمحت لهم بإجراء عملية عسكرية ناجحة ضد مرتكبي جرائم الحرب الروس. بالتأكيد لن ندخل في التفاصيل الآن. سترون المزيد من هذا في المستقبل”.

وردا على التصريحات، قال أمادو عبد الرحمن إن حكومة جمهورية النيجر “اطلعت بدهشة وسخط كبيرين على الملاحظات التخريبية وغير المقبولة” للمسؤول العسكري الأوكراني أندريه يوسوف.

ونددت أوكرانيا بقرار مالي قطع العلاقات ووصفته بأنه قصير النظر ومتسرع، وقالت إن “كييف ترفض اتهامها بدعم الإرهاب الدولي”.

كما أدانت النيجر ومالي ودول أخرى في غرب أفريقيا تصريحات أدلى بها سفير أوكرانيا لدى السنغال وغينيا وغينيا بيساو وساحل العاج وليبيريا بشأن القتال.

كما استدعت وزيرة الخارجية السنغالية السفير الأوكراني يوري بيفوفاروف الجمعة الماضي، بسبب مقطع مصور قالت داكار إن السفارة الأوكرانية نشرته على صفحتها على فيسبوك وقدم فيه بيفوفاروف “دعما لا لبس فيه وغير مشروط للهجوم الإرهابي” في مالي.

وقبل أيام، قال متمردو الطوارق في شمال مالي إنهم قتلوا ما لا يقل عن 84 من أفراد مجموعة فاغنر و47 جنديا ماليا خلال أيام من القتال العنيف في شمال الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

ولا تزال أوكرانيا تخوض قتالا عنيفا مع روسيا بعد أكثر من عامين من غزو موسكو واسع النطاق، وقد أدارت بوركينا فاسو ومالي والنيجر ظهرها للحلفاء الغربيين والإقليميين التقليديين لصالح روسيا منذ أن تولى المجلس العسكري التابع لها السلطة خلال السنوات الأربع الماضية في البلدان الثلاثة.

 

شاهد أيضاً

المستشار صالح: تصرفات حكومة الدبيبة تجاه مصر غير مسؤولة ولا تمثل الليبيين

في تصعيد لأزمة جديدة بين حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومصر، استنكر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *