كشفت تقارير إعلامية محلية نيجرية عن قيام شركة النفط الوطنية في النيجر بالتوقيع علي اتفاقية تعاون مع شركة أوليف إينيرجي الأمريكية (Olive Énergie)، لتطوير استغلال حقل ” بيلما النفطي ” الواقع بمنطقة ديفا والممتد إلى منطقة أغاديز، في خطوة تم اعتبارها هامة لتطوير قطاع النفط في النيجر.
ويأتي توقيع توقيع تلك الاتفاقية في وقت تشهد فيه العلاقات بين النيجر والولايات المتحدة الأمريكية منذ مايو الماضي توترا كبيرا خاصة عقب قرار السلطات في نيامي إنهاء التعاون العسكري مع واشنطن ، وأكملت الولايات المتحدة بالفعل قبل أسابيع سحب قواتها من قاعدة جوية في نيامي، عاصمة النيجر ، وقبل بدء الانسحاب، كان لدى الجيش الأمريكي حوالي ألف جندي في النيجر يقومون بمهمات أمنية في منطقة الساحل.
وقالت سلطات البلدين في بيان مشترك إن “وزارة الدفاع الوطني لجمهورية النيجر ووزارة الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية تعلنان أن انسحاب القوات والمعدات الأمريكية من القاعدة الجوية 101 في نيامي قد اكتمل”.
وأضاف البيان “بفضل التعاون والتواصل الفعال بين القوات المسلحة النيجرية والأمريكية، انتهت هذه العملية قبل الموعد المحدد وبلا أي تعقيدات”.
ويفتح الاتفاق الاقتصادي الأخير الذي وقعته شركة النفط الوطنية في النيجر مع الشركة الأمريكية الباب أمام التساؤل ، هل هذا الاتفاق يمكن اعتباره محاولة أمريكية لربط دول الساحل بمصالح اقتصادية بديلا عن التعاون العسكري والأمني ؟ .
وفي هذا الصدد يقول الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور محمد تورشين ل ” مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية وتقييم المخاطر “ : في تقديري لدول الساحل الافريقي اعتمدت مقاربة من شأنها ان تحافظ او ان تدخل في شراكات متعددة ومتنوعة مع كل القوة الدولية التي تمتلك قدرات وامكانيات مختلفة ، مشيرا إلي أنه على رأس تلك القوى هي القوى الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والصين وروسيا وتركيا وغيرها.
ولفت تورشين الي أن شركات النفط الامريكية تمتلك خبرات و امكانيات مهولة على غرار الشركات الصينية ، معتبرا أن ذلك من شأنه عدم رهن القدرات والمصالح الاقتصادية للنيجر باي دولة سواء كانت الصين أو غيرها .
وقال ” لذا اعتقد هذه الخطوة خطوة مهمة , بتدعم رؤية الصين الرامية إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب ,و لا أعتقد أن الصين أو روسيا بأي حال من الأحوال ستتوجسان من هذا التعاون .
وشدد علي هذه الخطة تجعل الولايات المتحدة الامريكية تدرك تماما أن مسألته الاستفراد والهيمنة على المشاريع الاقتصادية والسياسية والأمنية والمخابراتية في كثير من البلدان ستتقلص شيئا في شيء.
وأكد أن هذا التعاون في النيجر سيفتح الباب أمام الكثير من الدول في الساحل وأمام الدول الأفريقية الأخرى , لاقرار نموذج للتعاون متعدد مع قوي مختلفة وهذا من شأنه أن يعزز المكانة الاقتصادية للأفارقة وأن يجعل منهم قوي اقتصادية باعتبار أن المشروعات والأنشطة الاقتصادية غير مرهونة بأي قوي أو تكتل بعينه.
وأعرب الدكتور تورشين عن اعتقاده بأن تحذو الولايات المتحدة الامريكية حذو فرنسا باعتبار أنها حتي هذه اللحظات القوة الأكثر تأثيرا ونفوذا في المنطقة ستعمل على إنشاء قواعد في بعض البلدان في منطقة الساحل الأفريقي كما قامت فرنسا التي أنشأت لها قاعدة في غينيا كوناكري ومن قبلها قاعدة أخري في كوت ديفوار .
وتوقع الدكتور محمد تورشين أن تحاول الولايات المتحدة الامريكية انشاء قوة أو قاعدة في كوت ديفوار باعتبار أنها دولة تشهد استقرارا نسبيا وتحولا ديموقراطيا وبها الكثير من التطور كما يمكن أن تقوم أيضا بإنشاء قاعدة أخري في بنين .