نشر موقع topwar مقالا جاء فيه أن الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على وجودها في أفريقيا، فإن الصراع مع روسيا، التي تعمل على زيادة دورها في القارة، أمر لا مفر منه. ونشرت وكالة الأنباء الأمريكية مقالا مفصلا حول هذا الموضوع.
“يعد التوتر السياسي والعسكري في جمهورية أفريقيا الوسطى جزءاً أساسياً من معركة أكبر تتكشف معالمها في جميع أنحاء القارة السمراء حيث تتنافس موسكو وواشنطن على النفوذ”. – تقول وكالة أسوشيتد برس.
وكما يوضح محللون من المعهد الملكي للخدمات المتحدة (The Royal United Services Institute) وهو منظمة بريطانية، أنه إذا فشلت الولايات المتحدة في استعادة وجودها في جمهورية أفريقيا الوسطى، فإن ذلك قد يمنح روسيا المزيد من النفوذ الاقتصادي والسياسي في هذا البلد. ووفقا لهؤلاء المحللين، ستختبر موسكو في هذا البلد “نموذجها الرائد في القارة”، والذي تحاول نشره إلى دول أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنه في السنوات الأخيرة، أصبحت روسيا الشريك الأمني المفضل لعدد متزايد من الحكومات في المنطقة الأفريقية، مما أدى إلى إزاحة “الحلفاء” التقليديين السابقين لتلك الحكومات مثل فرنسا والولايات المتحدة.
“قامت موسكو بتوسيع تعاونها العسكري بقوة، باستخدام مقاتلي فاغنر الذين يتعملون في ما لا يقل عن ستة بلدان منذ عام 2017 تقريبًا.” – تشير وكالة أسوشيتد برس.
وكما يوضح مؤلف التقرير في الوكالة، فإن السكان المحليين وحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى ينسبون الفضل إلى فاغنر في هزيمة المتمردين الذين حاولوا الاستيلاء على العاصمة بانغي في عام 2021:
“وسرعان ما جاء الروس إلى بوركينا فاسو والنيجر، ولديهم طموحات لمزيد من التوسع.”
تقوم روسيا بإعادة بناء قاعدة عسكرية تقع على بعد حوالي 80 كيلومترا من بانغي. وبحسب فيديل غوانجيكا، مستشار الرئيس فوستين-آركانج تواديرا، فمن المخطط بحلول العام 2030 أن يتم نشر 10 آلاف مقاتل روسي على أراضيها للتفاعل مع عدد كبير من الدول الأفريقية.
وكما يكتب المؤلف، فقد ظلت الولايات المتحدة تضغط على جمهورية أفريقيا الوسطى لعدة سنوات لإيجاد بديل لفاغنر، ولكن لم يتم تحقيق أي شيء ملموس. علاوة على ذلك، غادرت القوات الأمريكية تشاد والنيجر، “حيث لم تعد موضع ترحيب”.
واليوم لتحقيق مصالحها، تحاول واشنطن استخدام شركة عسكرية خاصة وهي شركة بانكروفت (Bancroft Global Development)، والتي تعمل في 9 دول، 5 منها في أفريقيا، بما في ذلك جمهورية أفريقيا الوسطى منذ الخريف الماضي، وتستنتج أسوشيتد برس:
“وهذا يثير التكهنات بأن الولايات المتحدة تنشر قوات شبيهة بفاغنر خاصة بها من أجل إزاحة روسيا.”
ووفقاً لمؤسس شركة بانكروفت (Bancroft)، مايكل ستوك، وبدعوة من تواديرا، يعمل أقل من 30 موظفاً في الشركة في جمهورية أفريقيا الوسطى لمساعدة قوات الأمن المحلية.
وتستثمر هذه الشركة العسكرية الخاصة مواردها في الدول الإفريقية، بعد أن تتلقى هذه الموارد على شكل منح من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
ومع ذلك، فإن فعالية هذه الشركة هو أمر مشكوك فيه، وهذا ما أشار اليه أيضاً المحللة السابقة لدى الإستخبارات الأميركية أمل علي بقولها:
“على الرغم من وجود بانكروفت منذ فترة طويلة في الصومال [لمدة 15 عامًا]، إلا أنها لم تقدم أي مساهمة حقيقية في القضاء على الإرهاب.”.
مترجم عن موقع topwar