أكد وزير خارجية السودان السفير حسين عوض علي، ان السودان لن يقبل أن تفرض عليه أيه حلول لقضاياه من الخارج، مشيرا إلى أن الحرب كشفت عن أصدقاء السودان الحقييين.
وقال وزير الخارجية السوداني في حوار مع ” مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية“، إن “الجيش السوداني له عقيدة وهو جيش راسخ ومن أقوى الجيوش الأفريقية وأقدمها، كما أنه (الجيش) يلتزم بقواعد الاشتباك وفق القانون الدولي، وله أخلاقيات يحكمها القانون والشرائع السماوية والأرضية”
وفيما يلي نص الحوار:
في رده علي سؤال حول موقف السودان من الاتهامات الإماراتية للجيش السوداني باستهداف مقر السفير الإماراتي في الخرطوم، أكد عوض علي على أن “الإمارات تقول بترديد تلك المزاعم رغم افتقادها للحجة وكل الاتهامات موجهة لها .. والآن تحاول عكس الآية بتوجيه الاتهامات للجيش السوداني، مؤكدا أن لجيش بلاده عقيدة وهو جيش راسخ ومن أقوى الجيوش الأفريقية وأقدم الجيوش التي تلتزم بقواعد الاشتباك وفق القانون الدولي وله أخلاقيات يحكمها القانون والشرائع السماوية والأرضية.
“الإمارات لا تتورع في محاولة التملص مما لصق بها من سوء أعمالها، محاولة إيجاد وسيلة للخروج من مأزقها الذي ورطت نفسها فيه باتهام الجيش السوداني .. والإمارات الآن تحاول أن تلصق التهم بالجيش السوداني وهي تهم مردود عليها ولا تقنع أي محايد شريف”
وفي رده علي سؤال حول مدي صحة ما تردد عن عقد قمة خماسية برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في 23 أكتوبر الجاري، ترتب لعقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو لمناقشة الصراع.
في الأسبوع الثالث من أكتوبر الجاري، هناك لجنة خماسية تم تشكيلها من قبل مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي برئاسة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بشأن السودان، وهذه لجنة عرجاء، فالاتحاد الأفريقي جمد عضوية السودان ويحاول أن يكون له دور فلن يكون للاتحاد أي دور إن لم تعد عضوية السودان للمنظمة، وبعد ذلك يساهم ويشارك في حل قضاياه، والسودان لن يقبل أن تفرض أيه حلول لقضاياه من الخارج سواء برئاسة موسفيني أوغيره، فالشأن السوداني متروك للسودان وللسودانيين.. فأي قرار يصدر من أي جهة كانت بغياب السودان فلن تعنيه شيئا”
من هم أصدقاء السودان ومن “تحالف مع الشيطان”
وفي رده علي سؤال حول ما إذا كانت الحرب التي يخوضها الجيش لتطهير البلاد من المتمردين قد كشفت من هم أعداء وأصدقاء السودان من دول المنطقة والقوى العالمية/ وما هي تحالفات السودان الجديدة التي تضمن المصالح المشتركة سواء للسودان والدول التي يتحالف معها.
وقال الوزير السوداني إن “الحرب كشفت عن أصدقاء السودان .. فهناك دول تحالفت مع الشيطان ضد السودان تحقيقا لمصالحها دون مراعاة لعلاقاتها معه، ولكنها ارتهنت للمال السياسي الذي يأتيها من قوى الشر.“
“السودان دولة عضو في ميثاق الأمم المتحدة ووفق سياساتها فإنها تقوم علاقاتها مع أصدقائها وتتحالف من هو أحق بالتحالف، والمرحلة القادمة إن شاء الله هي التي سوف تحدد وجهة علاقات السودان مع الدول التي وقفت إلي جانبه وساندته، وهي بالنسبة له دول صديقة وشقيقة, وسوف يركز علاقاته معها بخلاف تلك الدول التي ارتهنت للمال السياسي.“
العلاقات السودانية الأمريكية تسير نحو الإتزان
عوض علي تطرق أيضا إلى العلاقات مع واشنطن، وخاصة وسط ضغوط أمريكية على الدولة السودانية لقبول المفاوضات مع الدعم السريع ضمن شروط لا تحترم السيادة السودانية وشرعية السلطات الحالية.
“بالنسبة للعلاقات السودانية الأمريكية. صحيح مؤشر العلاقات يتأرجح بين السالب والموجب وهذه هي طبيعة العلاقات الدولية فهي تتأرجح بين السالب والموجب وفقا للمصالح، فالمصلحة الأمريكية عندما تميل لصالحها أكثر من مصالح الدولة السودانية فهنا العلاقة سالبة، وعندما تميل لصالح السودان ضد الولايات المتحدة علاقة سالبة، ولكن عندما يكون هناك توازن في المصالح فالعلاقة تسير وفق سيرها الطبيعي”
وأضاف “مؤشر العلاقات الآن بين السياسة الأمريكية والسودانية في تأرجح ولكن هذه هي طبيعة العلاقات الدولية، من سالب إلى موجب وموجب إلى سالب فإلى الاتزان، فالطرفان يسعيان الآن لاتزان العلاقات”
وتابع “أوضح السودان للولايات المتحدة أنه لن يجلس مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة، وساهم السودان في تصحيح الرؤية الأمريكية، والحديث مع مسؤولي الولايات المتحدة التي كانت تستند سياستها الخارجية علي معلومات مغلوطة وفق انسياقها غير المحسوب لاتكائها على معلومات اليسار السوداني ومجموعة ما يسمى بـ “قحت ” فانحازت لكتلة اليسار السوداني الذي يدعى المدنية وهو حقيقة ليس له علاقة بالمدنية فهو تكتل منحاز للخارج علي حساب المصلحة الوطنية العليا، وهو تكتل يساري ينساق وراء الأجندة الخارجية ولا يمثل السيادة الوطنية كونه لا يحترم السياسة الوطنية وينساق وراء الآخر الأجنبي فأصاب الدولة السودانية في مقتل.
ولكن عندما اتجه مؤشر السياسة الأمريكية نحو الحكومة وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية تستقي معلوماتها من مصادرها الصحيحة فالآن ميزان العلاقات يسير نحو الإتزان، فعند وصوله إلى نقطة الاتزان الصحيحة فهنالك تستقيم العلاقة السودانية الأمريكية كغيرها من علاقات الدول الأخري وليس على حساب أي دولة أخرى .