في محاولة لاستعادة مكانتها الاقتصادية عقب الانتصارات الأخيرة التي حققتها ضد قوات الدعم السريع، يسعى السودان لتعزيز بنيته الداخلية من خلال بناء جيش قوي وجهاز شرطة فعّال، للحفاظ على موارده الطبيعية الثمينة وتوجيهها نحو التنمية المستدامة.
وقد أبدت السودان انفتاحاً متزايداً تجاه التعاون والاستثمار الخارجي، مرحبةً بمبادرات الدول الصديقة، سواء من روسيا أو الدول الغربية، للمساهمة في إعادة إعمار البلاد واستثمار مواردها الواعدة.
هذا ما أكده سفير جمهورية السودان لدى كينيا، كمال جبارة، في تصريحاته لمركز “المستقبل”، موضحاً رؤية السودان المستقبلية للتنمية وأهمية الشراكات الدولية في دعم استقراره الاقتصادي
أساسية للنمو الاقتصادي المستدام
أكد سفير جمهورية السودان لدى كينيا، كمال جبارة، على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين السودان والدول العربية والأفريقية كأولوية أساسية للنمو الاقتصادي المستدام.
أشار جبارة إلى أن هذه الدول تتمتع بقواسم مشتركة تسهم في بناء شراكات قوية تصب في مصلحة الأطراف كافة، مما يسهم في تشكيل قاعدة قوية للانطلاق نحو علاقات أوسع مع الدول الكبرى لاحقاً.
وأضاف أن السودان منفتح على التعاون مع جميع الدول الراغبة، لكنه يفضل الشراكة بدلاً من الاعتماد على المساعدات.
السودان يركز على التعاون الاقتصادي بدلاً من المساعدات الخارجية
صرّح السفير جبارة بأن السودان يرحب بالتعاون، لكنه ينتهج منهجية تقوم على الشراكة المتكافئة بدلاً من طلب العون. وأضاف: “نحن لا نستجدي عوناً من دول غير راغبة في التعاون، ولن نذكر كلمة مساعدة، بل نفكر دائماً في التعاون المتبادل”.
وأكد أن السودان على استعداد للتعاون مع أي دولة تفتح أبوابها، معرباً عن جدية السودان في هذا النهج، ومشدداً على أن التعاون مع الدول التي ترفض الانفتاح لن يكون ضمن أولوياته.
قاعدة للتنمية الاقتصادية
أوضح السفير جبارة أن السودان يمتلك موارد طبيعية وبشرية ضخمة تؤهله ليكون شريكاً استراتيجياً في مجالات عدة، مشيراً إلى أن السودان يعد من بين الدول العشر الأولى عالمياً في إنتاج الثروة الحيوانية، حيث يحتل مراتب متقدمة في إنتاج الأبقار، الماعز، الأغنام، والإبل.
كما يحتل السودان المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج الصمغ العربي، والثانية في إنتاج السمسم، بالإضافة إلى مكانته البارزة في إنتاج الفول السوداني. واعتبر جبارة أن هذه الموارد تُمثل فرصاً ذهبية للاستثمار، داعياً الدول والشركات الراغبة إلى الاستفادة من هذه الإمكانيات لتحقيق النمو الاقتصادي المشترك.
الأمن والاستقرار: أساس التنمية الاقتصادية
شدد السفير السوداني على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية، مشيراً إلى الجهود المبذولة لبناء جيش وطني قوي وأجهزة أمنية فعالة. وصرّح جبارة بأن السودان يجتهد حالياً لتجاوز التحديات الأمنية التي يواجهها لضمان بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار. وأضاف أن الشعب السوداني عازم على بناء دولة قوية ومستقرة، وأن الظروف الراهنة هي مرحلة مؤقتة سيتم تجاوزها قريباً.
التعاون في مجال الطاقة: السودان منفتح على الشراكات التنموية
فيما يتعلق بالتعاون في مجال الطاقة، أكد السفير جبارة أن السودان منفتح للتعاون مع الدول الراغبة في استثمار الطاقة السلمية والتنموية، مع التركيز على مصادر الطاقة المتجددة التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن السودان يسعى للاستفادة من التكنولوجيا المتاحة لدى العديد من الدول، سواء من الصين وروسيا أو من الدول الغربية، لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة تخدم مصالح جميع الأطراف.
أكد السفير كمال جبارة في ختام تصريحه أن السودان يمتلك إمكانات هائلة تؤهله ليكون شريكاً فاعلاً في الساحة الاقتصادية العالمية، مشدداً على أن التعاون المتوازن مع الدول الراغبة هو الطريق الأمثل لتحقيق الازدهار الاقتصادي، ومؤكداً على أن السودان يرحب بكل من يرغب في بناء شراكات تنموية تقوم على المصالح المشتركة.