تمكن الجيش السودان في الآونة الأخيرة من فرض سيطرته على عدد من المدن السودانية، وسط تراجع كبير من قوات التدخل السريع في وتيرة متسارعة وغير متوقعة ليبات الجيش السوداني في موضع قوة عسكرية ترسخ من وقفه في النزاع العسكر، وكلن خلال الأيام الماضية اتجه رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إلى لندن في زيارة غامضة وخفية وسط تظاهرات حاشدة من الجالية السودانية بالعاصمة البريطانية، رافضين وجوده أو تمثيله للسودان، وفي هذا السياق تناول الدكتور محمد علي عبد الحليم، مستشار والي ولاية الخرطوم السابق، حديثه مع مركز المستقبل حول هذا الشأن.
وحدة السودانيين لدحر “الفكرة الجنجويدية”

في تصريحات خاصة لمركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية وتقييم المخاطر، أكد الدكتور محمد علي عبد الحليم، مستشار والي ولاية الخرطوم السابق ومقرر قطاع الخدمات بمجلس الوزراء ومنسق اللجنة الفنية السودانية، أن غالبية الشعب السوداني يقفون الآن خلف قواتهم المسلحة، بهدف مواجهة وإنهاء “الفكرة الجنجويدية” التي تسعى إلى زعزعة استقرار السودان وإعادة تشكيل التوزيع الديموغرافي للبلاد.
وشدد على أن هذه التهديدات لن تؤثر فقط على السودان، بل ستطال أيضاً دول الجوار الإقليمي، مما يعزز الحاجة إلى تضامن سوداني وعربي لصد هذا الخطر.
تقييم الأداء السياسي لعبد الله حمدوك
في معرض حديثه عن التطورات السياسية، تناول عبد الحليم مسار عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق، معتبراً أن حمدوك حصل على دعم داخلي وخارجي كبير، إلا أن غيابه الطويل عن السودان لأكثر من ثلاثين عاماً ونقص الكاريزما القيادية حالت دون قدرته على استغلال الفرصة المتاحة.
وأوضح عبد الحليم أن هذه العوامل أسهمت في تراجع أفكار حمدوك وفشل إدارته، ما أدى إلى تفاقم الأزمات الحالية التي يواجهها السودان.
المعركة ليست فقط للقوات المسلحة، بل لكافة السودانيين
شدد عبد الحليم على أن المعارك الحالية التي تخوضها القوات المسلحة السودانية ليست معاركها وحدها، بل هي معارك يخوضها الشعب السوداني بأسره، ويدعمهم فيها ضمير الأمة العربية ودول الجوار. وأكد أن السودان لا يُستهدف بذاته، بل كوسيلة للضغط على دول أخرى، محذراً من أن تكرار هذا النموذج قد يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي بأكمله.
دعم مصر للسودان كخط دفاع إقليمي مشترك
وفيما يتعلق بالعلاقات السودانية المصرية، أشار عبد الحليم إلى أن مصر تقف إلى جانب السودان بشكل كامل، معتبراً هذا الدعم تعبيراً عن إيمان القيادة المصرية بأن السودان يمثل خط الدفاع الأول ضد أي تهديدات إقليمية. وأكد على ضرورة النظر إلى الوضع السوداني في سياق إقليمي شامل، وأن الدعم المصري يمثل ضمانة لاستقرار المنطقة، في ضوء التحديات المشتركة التي تواجه كلا البلدين.