منذ سقوط النظام السياسي السابق في سوريا أواخر عام 2024، تعيش البلاد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، الأمر الذي فتح المجال أمام قوى إقليمية ودولية لاستغلال هذا الوضع لتحقيق مصالحها الاستراتيجية. وعلى رأس هذه القوى تأتي إسرائيل، التي تسعى لتوسيع نفوذها داخل الأراضي السورية عبر استراتيجيات متعددة، تشمل تدمير القدرات العسكرية السورية، ودعم مشاريع تقسيم البلاد، والسيطرة على الموارد الحيوية كالمياه.
في هذا السياق، وفي هذا السياق تحدث الخبير والمحلل السياسي السوري محمد العمري إلى مركز المستقبل حول أبعاد التحركات الإسرائيلية وخطورتها على مستقبل سوريا والمنطقة بأسرها.
في البداية قال الخبير والمحلل السياسي السوري محمد العمري أن حالة عدم الاستقرار التي شهدتها سوريا بعد سقوط النظام السياسي السابق في ديسمبر 2024 أتاحت لإسرائيل فرصة كبيرة لتحقيق مصالحها الجيوستراتيجية. وأشار إلى أن هذه المصالح تتراوح بين إضعاف قدرات الجيش السوري، والتوسع في الجغرافيا السورية، وصولاً إلى تنفيذ مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي تتبناه الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية.
تدمير القدرات العسكرية والتوسع الجغرافي
وأشار العمري قائلاً:”إسرائيل استغلت انهيار النظام السابق لتدمير الإمكانات الذاتية للجيش السوري، وضمان عدم ظهور جيش قادر على تهديد أمنها. كما شهدنا توسعاً إسرائيلياً داخل الأراضي السورية خلال الفترة الماضية، ومن غير المستبعد أن يمتد هذا التوسع إلى المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، خاصة في ظل حكومة إسرائيلية يمينية تسعى لتطبيق مشروع إسرائيل الكبرى.”
مشروع “إسرائيل الكبرى” والصهيونية الدينية
أوضح العمري أن وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في إسرائيل لأول مرة يُعد نقطة تحول، حيث تسعى هذه الحكومة لتحقيق مزاعم الصهيونية الدينية من خلال التوسع وفرض سيطرتها على مناطق جديدة.
وأضاف:”التوسع في سوريا، خاصة في المناطق الشرقية، يأتي في إطار تكريس هذا المشروع، حيث يهدف اليمين الإسرائيلي إلى إنشاء منطقة عازلة وقطع الممر البري الذي يربط سوريا بلبنان وإيران عبر منطقة التنف، مما يعزز سيطرة إسرائيل على المنطقة الوسطى والجنوبية من سوريا.”
السيطرة على المياه ودعم الأقليات
وأشار العمري إلى أن من بين الأهداف الإسرائيلية الاستراتيجية السيطرة على الموارد المائية، موضحاً:”ما نشهده من تحركات إسرائيلية في حوض اليرموك والقنيطرة واحتمالية الوصول إلى نهر الفرات يشير إلى مسعى إسرائيلي واضح لتغيير مجرى المياه واستغلالها لصالحها، مشيراً إلى أن دعم إسرائيل لبعض الأقليات الانفصالية في سوريا يهدف إلى شرعنة مشروعها الصهيوني الديني على المستوى الإقليمي.”
استغلال الاوضاع
فيما كد العمري أن إسرائيل تسعى لاستغلال الأوضاع الحالية في سوريا لتحقيق أهدافها، بما في ذلك تقسيم البلاد وفرض هيمنتها على مناطق استراتيجية، مضيفاً أن هذه التحركات تهدف إلى تكريس مشروع “إسرائيل الكبرى” وضمان أمنها الإقليمي من خلال عزل سوريا عن محيطها وإضعاف قدراتها الاستراتيجية.