خاص – مركز المستقبل
رغم تغير المشهد السياسي في سوريا وتولي إدارة جديدة زمام الأمور بعد سقوط النظام السابق، لا تزال العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد تشكل عقبة رئيسية أمام أي جهود لتعافي الاقتصاد واستعادة الاستقرار. هذه العقوبات، التي كانت تُبرر سابقاً بممارسات النظام البائد، باتت اليوم أداة تستخدمها واشنطن للضغط على الإدارة السورية الحالية لتحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز الادعاءات المعلنة. وفقاً للخبير السياسي الدكتور حسام شعيب، فإن العقوبات الأمريكية ليست مجرد إجراء عقابي، بل هي جزء من سياسة الابتزاز الدولي التي تهدف إلى إبقاء سوريا في دائرة التأزم والتبعية، وسط مساعٍ لتقييد تطورها التقني والاقتصادي بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
اوضح الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسام شعيب أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والتي كانت تبررها واشنطن بممارسات النظام السابق، أصبحت اليوم وسيلة للضغط السياسي والابتزاز تجاه الإدارة السورية الحالية.
وأوضح شعيب أن هذه العقوبات تُستخدم كأداة لتحقيق أهداف استراتيجية أمريكية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مؤكداً أن استمرارها يعكس أهدافاً تتجاوز الادعاءات المعلنة.
الرقابة الأمريكية على الإدارة السورية
يقول شعيب:”العقوبات الأمريكية تدل على أن واشنطن لا تزال تنظر إلى الإدارة الحالية في سوريا بحالة من الريبة. الولايات المتحدة تسعى لجعل الإدارة السورية تقدم على خطوات سياسية واقتصادية واجتماعية تتوافق مع المصالح الأمريكية، ما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات كما حدث مؤخراً في منح استثناءات لمدة ستة أشهر لبعض المواد والتحويلات المالية.”
خنق التطور التقني والاقتصادي
وأكد شعيب أن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذه العقوبات إلى إضعاف سوريا ومنعها من تحقيق أي تقدم اقتصادي أو تقني قد يُهدد مصالحها أو مصالح إسرائيل.
وأضاف:
“العقوبات ليست موجهة فقط ضد النظام السابق، بل تهدف إلى خنق الشعب السوري ومنع سوريا من أن تكون دولة متطورة، خاصة في المجالات التقنية والإلكترونية. هذا التقدم يُعتبر تهديداً مباشراً للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.”
إدارة جديدة وأهداف مختلفة
وأشار شعيب إلى أن الإدارة السورية الحالية تختلف تماماً عن النظام السابق، حيث أظهرت توجهات واضحة نحو إحلال الأمن والاستقرار، وعدم تصدير الأزمات.
وقال: “لم تعد هناك أي حجة مقنعة لاستمرار العقوبات، خاصة مع وجود إدارة جديدة تعمل بشفافية وتسعى إلى نشر السلام. ومع ذلك، الولايات المتحدة لا تزال تستخدم العقوبات كوسيلة للابتزاز، سعياً لتحقيق تنازلات سياسية واقتصادية من الجانب السوري.”
سياسة المصالح والابتزاز
وأكد شعيب في حديثه بأن العقوبات ليست إلا أداة في لعبة المصالح الدولية، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية والغربية بشكل عام تعتمد على مبدأ الابتزاز.
وأضاف:”لا توجد علاقات مجانية في السياسة الدولية، وكل خطوة أمريكية تجاه سوريا، سواء كانت عقوبات أو تخفيفها، تهدف إلى تحقيق مصالح معينة. هذا الابتزاز يفرض على سوريا تقديم تنازلات كبيرة إذا أرادت رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية.”
وختتم شعيب حديثه بأن العقوبات الأمريكية ليست مجرد إجراء عقابي، بل أداة استراتيجية لفرض الهيمنة السياسية والاقتصادية على سوريا، محذراً من استمرار هذه السياسة وتأثيرها على الشعب السوري ومستقبل البلاد.