نشر موقع “foreignpolicy” مقالاً بعنوان: هل يغير ترامب سياسة أميركا في الشرق الأوسط؟
وهو مقال بقلم رافي أغراوال – رئيس تحرير مجلة Foreign Policy يتحدث فيه عن فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أثار في زيارته الرئاسية الثانية، صراعًا واسع النطاق في الأوساط السياسية والدبلوماسية، خاصة بعد اختيار الشرق الأوسط والخليج الفارسي كأول محطة في خطابه الجيوسياسي الجديد.
وخلال جولة في المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، وقع ترامب أكثر من 2 دولار من صفقات الاستثمار دولار والتعاون الاستراتيجي، بما في ذلك الطاقة الذكاء الاصطناعي والدفاع والبنية التحتية الرقمية.
وبينما يرى البعض أن الجولة كانت أشبه بكرنفال للصفقات التجارية، فإنها من منظور استراتيجي تمثل إعادة تموضع أمريكية نحو شركاء يملكون الموارد والمرونة اللازمة للمشاركة في مشاريع القرن الحادي والعشرين، بعيدًا عن الحروب التي أرهقت الإدارات السابقة.
وفي مرحلة غير متوقعة، أعلن ترامب خلال زيارته لإطلاق النار على العقوبات على سوريا، مما يبرر أن الانفتاح الاقتصادي والدبلوماسي أكثر فعالية في تقليل تأثير اللغة الإيرانية من العقوبات والعزلة.
هذا الإعلان قوبل بتحفظ من المؤسسات الأمريكية، لكنه لاقى ترحيبًا خليجيًا، حيث باتت دمشق على رادار الاستثمارات الجديدة، ضمن ما يُسمى “خطة إعادة بناء المشرق”.
بالنسبة لترامب، فإن التحالفات تُقاس بالعائد الاستثماري. وتُظهر الاتفاقيات الموقعة في هذه الجولة اهتمامًا أمريكيًا بتوطين صناعات استراتيجية في الخليج مثل الشرائح الإلكترونية، الروبوتات، وأبحاث الفضاء.
كما تم الإعلان عن إنشاء صندوق مشترك للذكاء الاصطناعي بقيمة 200 مليار دولار، يجمع بين شركات أمريكية عملاقة وصناديق سيادية خليجية.
رغم ما قيل عن إمكانية التقارب، لم يغفل ترامب عن ملف إيران، حيث شدد في الرياض على أن “الكرة في ملعب طهران”، ودعا إلى “اتفاق نووي جديد أكثر عدالة وشفافية”، لكنه استبعد الخيار العسكري، ما لم يتعرض الحلفاء لهجوم مباشر.
المقال يشير إلى أن إسرائيل تابعت جولة ترامب بكثير من الحذر. فعلى الرغم من استمرار الدعم الأمريكي، فإن الرسالة الضمنية كانت واضحة: يجب تجنب السياسات الأحادية التي قد تعرقل أي اتفاق مع إيران أو توتّر العلاقة مع الخليج.
تراهن إدارة ترامب الثانية على الاقتصاد والسيادة الوطنية كأدوات جديدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، متجنبة التدخلات العسكرية الثقيلة، ومعولة على ثروات الخليج وديناميكياته القيادية.
وختم بالقول هذا التحول يُثير الجدل، لكنه – بحسب الكاتب – “ربما يكون أقرب ما يكون إلى الواقعية السياسية في قرن مضطرب”.
المصدر: https://foreignpolicy.com/2025/05/23/trump-middle-east-policy-gulf-states/