رئيس عشائر سوريا: الحكم الذاتي مرفوض.. والتقارب مع تركيا يغيظ إسرائيل

في حوار خاص مع موقع مركز المستقبل، تحدّث رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية،
الشيخ مضر حماد الأسعد، عن تحديات عودة اللاجئين، واتفاق 10 آذار، وآفاق العلاقات الإقليمية والدولية لسوريا،
مؤكّدًا رؤيته لمسارات الاستقرار وإعادة الإعمار.

«سوريا غنية بمواردها وبشعبها وكفاءاتها، وتستحق مستقبلًا أفضل»


هل سوريا مستعدة لاستقبال مواطنيها العائدين من تركيا والدول الأوروبية؟ وهل تمتلك البلاد الموارد اللازمة لإعادة دمجهم؟

يرى الشيخ مضر الأسعد أن عودة اللاجئين والنازحين حاليًا صعبة جدًا بسبب الدمار الواسع في البنية التحتية:
فـدير الزور مدمّرة بنسبة تفوق 80%، ومحطات المياه والكهرباء متضررة على نحو كبير، وريف دمشق تضرر بنسب تراوح بين 40 و50%،
والأمر ذاته في حلب والمدن الممتدة من إدلب حتى دمشق.

«لا عودة ممكنة من دون أمن واستقرار وإعادة إعمار المدارس والجامعات والمشافي والمرافق العامة»

ويضيف أن تحقيق العودة يستلزم تنسيقًا مع الدول والشركات الدولية لإعادة البناء،
مشيرًا إلى أن أكثر من مليون من أبناء الجزيرة والفرات خارج مناطقهم بسبب ممارسات «قسد»
واحتكارها الموارد النفطية والزراعية وحرمان السكان من الكهرباء والمياه، ما يجعل العودة شبه مستحيلة في ظل غياب الخدمات والأمن.


كيف تُقيَّم آفاق تطبيق «اتفاق 10 آذار» في ظل حديث عن سعي مظلوم عبدي لإقامة حكم ذاتي بالمناطق الخاضعة لسيطرته؟

بحسب الأسعد، تسعى «قسد» و«البيدا» لإقامة حكم ذاتي في الجزيرة والفرات، خاصة في الحسكة الغنية بالموارد،
لكن الواقع الديموغرافي لا يؤهلهم لذلك؛ إذ لا تتجاوز نسبة الأكراد 20% في الحسكة، ونحو 3% في الرقة،
ولا وجود يُذكر لهم في دير الزور.

«تنفيذ اتفاق 10 آذار يعني نهاية الامتيازات الحالية من نفط وغاز ومعابر وتجنيد إجباري، لذا تتم المماطلة في تنفيذه»


هل قد يؤدّي تطبيق اتفاقية التعاون العسكري السورية-التركية الموقّعة في 13 أغسطس إلى مزيد من التصعيد مع إسرائيل؟

يعتقد الأسعد أن التقارب السوري-التركي قد يثير انزعاج إسرائيل،
موضحًا وجود ثلاثة مشاريع كبرى في الشرق الأوسط: الإسرائيلي والإيراني والتركي.
وبرأيه، فإن المشروع التركي هو الأقرب للسوريين، إذ وقفت تركيا إلى جانبهم منذ 2011 واستضافت ملايين اللاجئين وقدّمت دعمًا إنسانيًا وخدميًا لشمال البلاد.

«تعتبر تركيا أمن سوريا امتدادًا لأمنها، ووجودها عنصر توازن ضد مشاريع التقسيم»


الأسبوع المقبل سيزور أحمد الشرع موسكو للمشاركة في القمة الروسية العربية. كيف تُقيَّم آفاق التعاون بين دمشق وموسكو؟

يشير الأسعد إلى أن روسيا دعمت النظام سياسيًا وعسكريًا لكنها «ارتكبت أيضًا جرائم بحق الشعب السوري».
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل دورها أو قطع العلاقات معها بالكامل. ويرى أن زيارة أحمد الشرع إلى موسكو تمثل
انفتاحًا سياسيًا جديدًا وانتصارًا للشعب السوري.

ويوضح أن سوريا تحتاج إلى تعزيز علاقاتها مع تركيا ودول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة لدعم إعادة الإعمار وبناء الديمقراطية.
أما قاعدة حميميم، فلا رغبة بإغلاقها فورًا، بل بشكل تدريجي مع الإبقاء على عدد محدود من المستشارين العسكريين الروس.

«العلاقة المستقبلية مع موسكو ستكون طبيعية لكن بأقل زخمًا من السابق»


كلمة أخيرة عبر «مركز المستقبل»

يؤكد الأسعد أن المرحلة المقبلة صعبة جدًا على القيادة والشعب السوري، آملاً توحيد الجهود
لبناء سوريا واحدة موحدة بعيدًا عن الطائفية والعشائرية.

«نحن مع التعاون والانفتاح على جميع دول العالم لدعم سوريا اقتصاديًا وسياسيًا وتعليميًا»

ويختم بأن الشعب السوري يريد السلام والاستقرار بعد سنوات من الدمار، مؤكدًا أن البلاد
تستحق مستقبلًا أفضل بما تمتلكه من موارد وكفاءات.

وسوم: سوريا، العشائر السورية، اللاجئون، اتفاق 10 آذار، التقارب السوري التركي، موسكو


اكتشاف المزيد من مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية وتقييم المخاطر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً

البرلماني الليبي الدكتور “علي التكبالي” في حوار خاص: وجوه ستختفي.. وحكومة جديدة تُصنع في كواليس أمريكا

التكبالي : مجلس النواب سيتلاشى.. وواشنطن تجهّز حكومة ليبية بديلة بدعم أمم مصر تتعامل كسبّاح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *